عاشق اسو زائر
| موضوع: هذا هو دين الله الخميس أغسطس 16, 2007 6:41 am | |
| ((هذا هو دين الله)) هذا هو دين الله في ينابيعه العميقة المكينة من نفس الإنسان، ومن فطرته، ومن ركائز الكمال فيه، ومن اشواقه الذاتية الملحة التي تدفع به إلى التسامي، وتتنكب به عن الهون، وترتفع به عن سفسافة الامور ونواقص الاعمال والصفات.ومن الاتساق الكامل الشامل الذي يجب أن يتحقق بين نظام الإنسان في السلوك ونظمه الأخرى في الطبيعه وسائر النظم الكونية التي يزخر بها الملكوت.ومن هذا الوله الاجتماعي الذي يذبُ عليه الإنسان ويشب , والذي يعقده بنوعه عقدة الجزء بكله , ثم من هذا الاجتماع الضروري للبشر من شتى نواحيه والذي تقتضيه طبيعته وتقتضيه خصائص تكوينه وفاقات حياته , وهذا الاجتماع الذي لابدَ فيه من تعميم الروابط ومن تقرير الحقوق , ومن ضمان السلامة والثبات للروابط المحددة, والحقوق المقررة .ومن النظرة العميقه المستوعبة لطاقات هذا الكائن ولضروراته وملابساته, ثم التوزيع الدقيق العادل لكل ضروره حسب ما تقتضي ولكل ملابسة قدر ما تستوجب, ومن كل طاقة مبلغ ما تحتمل.وهذا هو دين الله في عقائده القويه الجلية التي تجري مع الفطرة في بساطتها ومع البرهان في قوته, ومع حقائق الكون في ثباتها واطرادها, فلا تعتاص على الذهن البدوي البسيط, ولا تضوي في الفكر الفلسفي العميق, ولاتلتاث على أي باحث مهما كان وعيه ومهما كانت طريقته, مهما كان وعيه في الإدراك ومهما كانت طريقته في الاستنتاج, شريطة أن لا يحمل فكره على نتيجة مقتسرة أو يلجئه إلى غاية مبتسرة, وشريطة أن يؤثر الحق في بحثه, وأن ينصف العقل في اقتناعه.هذا هو دين الله في عقائده التي تمتد آثارها إلى كل وصية من وصايا الدين, تنفذ أضواؤها إلى كل خليقة من خلائق المسلم, والتي تصوغ المؤمن بها حق الإيمان مخلوقاً جديداً لا يعرف الكسل ولا الفشل ولا التردد ولا الالتواء, بل كله للجد وكله للحزم وكله للاستقامة وللفضائل البناءة وللسعي المبارك المثمر.وهذا هو دين الله في غايته الجامعة التي أعد لها الإنسان بتكوينه, واعد لها بطبعه واعد لها بغرائزه واشواقه.في غايته التي تواكب غايات هذا الوجود وتتآصر مع حركاته, وتنتظم مع قوانينه وترتبط معه بمبدأه ومعاده.في غايته التي تغذي اشواق هذا الكائن، وتحقق آماله، وتجلو خصائصه، وتستثمر نشاطه، وتعتلي بملكاته، وترتفع بنزعاته والتي توجب له خلود الحياة، وخلود السعادة، وخلود الكمال، والتي تشد الفرد منه بمجتمعه، وتشد الفرد والمجتمع منه بربه.وهذا هو دين الله في مناهجه القويمة التي تصلح البشرى في سره وعلانيته ،وفي سكونه وحركاته.في أبطن البواطن من ميوله وعواطفه وخلجاته وانفعالاته، وفي أظهر الظواهر من أخلاقه ومظاهره وأعماله واقواله.في ركائز تربيته ومناهج تثقيفه وطرائق تعليمه. في وشائجه المختلفة، ووظائفه المتنوعة.في عبادته لله حين يعبد، وفي سعيه في الحياة حين يسعى، وفي صلته مع الناس إذ يتصل، وعزلته عنهم إذ يعتزل.في حبه وكراهته، ورضاه وغضبه. وعداوته وصدقته.في خصومته حين يخاصم، وسلمه حين يسالم، وفي مناهج حكمه وموازين حربه وسلمه.في مزرعته وهو يزرع، أو في مصنعه وهو يصنع، أو في متجره وهو يتجر، أو حرفته وهو يحترف، ثم في جهده وهو يجهد، وفي راحته وهو يستجم.في صلته بالمالك إذا كان عاملاً، ورابطته بالعمال إذا كان مالكاً، وبالعملاء إذا كان ممتهناً.في اواصره مع ارحامه الادنين ومع اصدقائه الاقربين ومع شركائه في الاسرة وزملائه في العمل، ثم مع اخوانه في الدين واكفائه في البشرية، وفي الحقوق التي تجب عليه لاي واحد من اولئك كلهم والواجبات التي تثبت له عليهم، والضمانات التي تصان بها الحقوق والواجبات.هذا هو دين الله في مناهجه القويمه التي تصلح البشرى في كل انحائه، وتصف له العلاج الواقي من كل ادوائه، وتسد كل ضرورة له في الحياة وتجيب كل تطلع في الفطرة وتروي كل غلة.وهذا هو دين الله في ادلته وبيناته. ملء الملكوت الرحب، وملء الفضاء العريض، وملء هذا الكرسي العظيم الذي وسع السموات والارض، وبعدد ما في الفضاء من مجرة، وعدد ما في المجرات من شمس، وعدد ما يتبع كل شمس من كوكب وقمر، وبعدد ما في الفضاء والنجوم والكواكب والاقمار من مركب وبسيط، وبعدد ما في ذلك من ذرة، وبعدد ما فيه من طاقة وبعدد ما له من نظام وما فيه من قانون..كل اولئك دليل الارتباط بقوانين الله ودليل الخضوع لحكمته في ما يدبر، والاسلام لإرادته في ما يقدر، كل أولئك دليل الدين الحق والشريعة الصواب، شريعة الله التي يجب إن يقررها لهذا الكائن كما قررها لكل كائن.وكل أولئك دليل الإسلام على قواعده وعقائده وعلى منابع القوة فيه، ومجالي الحكمة في شرائعه.ثم هذا هو دين الله في مراميه البعيدة من وراء تلك العقائد، ومن وراء تلك المناهج، ومراميه العالية التي تمكن لغايته الكبرى.في إعلاء هذه الحياة، وتطوير شؤونها وترقية فنونها وإصلاح حركاتها وفتح مفقلاتها.إن ارساء العقيدة في هذا الدين وتثبيت دعائمها وشد اركانها لن يقوم إلا على تعرف خبايا الكون، وتفهم أسرار الخلق، والوقوف على مدهشات الحياة، والتدبر في روائع الطبيعة، لن يقوم إلا على التفكير الجاد في ملكوت الله، والتأمل العميق في مظاهر حكمته وشواهد قدرته. وهذه أولى معاقده مع العلم تبدأ مع أولى انطلاقة من الدين، واول أعداد لترقية الحياة يضعه الإسلام مع أول همسة له في مسمع الإنسان.وان استبانة مناهج الله المشروعة لاصلاح هذا المخلوق وتزكية ملكاته وتنمية مواهبه، وتقويم غرائزه وطباعه، وتوجيه قواه وطاقته، إن استبانة هذه المناهج واستيضاح دقائقها واكتشاف ينابيع العدل وروافد القوة فيها. إن العلم بذلك حق العلم يفتقر إلى دراسة هذا الإنسان من شتى نواحيه وشتى اطواره وشتى علائقه، ودراسة نواميس الكون التي تحكمه، وانظمة الحياة التي تسوده، وقوانين الطبيعة التي تشمله، ومقادير الضرورات التي تحدق به والطوارئ التي تنتابه، يفتقر إلى دراسة كل هذه المناحي من الإنسان ومن بيئته الطبيعية دراسة دقيقة مستوعبة، ليعلم بعد ذلك دقة الحكمة في هذه المناهج، ومبلغ العدل في ملاحظاتها ومرامي التشريع فيها.وان اسعاد البشر والارتفاع بمكانته، والتحليق بفرده ومجتمعه إلى المنزلة السابقة الكريمة التي اهل لها لما استخلف في هذه الأرض واستعمر فيها.لما جعل السيد المطاع والرئيس المرموق على ظهر هذا الكوكب.لما اودعت فيه هذه النفخة من روح الله وهذه القبسة من نوره.لما كرمه الله وحمله في البر والبحر ورزقه من الطيبات، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً.إن اسعاد البشر والارتفاع به إلى المنزلة الخطيرة يفتقر إلى تفقيهه أسرار الحياة وتبصيره مدارج الرقي فيها، ووضع يده على مفاتيح كنوزها ومقاليد رموزها. وهذا ما دأب فيه الدين وبذل له أقصى جهده، واناط به وفرة كبيرة من تعاليمه.وبعد فان الحركة في الحياة لتند وتشذ، وان القوى المحركة لها لتخرج عن الاتزان والاتساق، وان سبل الانطلاق فيها لتعول وتجور، فهي محتاجة أبدا إلى الاصلاح، وهي محتاجة أبدا إلى القوامة.ومن احق باصلاحها من الله بارئ وجودها ومنشئ قواها وواضع قوانينها ؟ومن أولى بالقوامة عليها من الإنسان.. من هذا المخلوق الواعي الذي يملك الشعور ويملك الارادة ويقوى على الاصلاح ؟.فليشرع له ربه قوانين الاصلاح، وليتول هو دور التطبيق والرعاية.ليشرع رب الحياة قوانين الاصلاح فيها لأنه شارع انظمة الكون وعالم ادوائه، وليتول الإنسان دور التطبيق لتلك الانظمة، فان الرقي بالحياة من عمله، وان الانتكاس فيها من زللة.وانها لكرامة كبيرة لابن آدم إن يكون ربه هو الناظر له في شؤونه والزعيم بسعادته والكافل بتوجيهه. وانها لكرامة كبيرة كذلك إن يعهد إليه بالقوامة على الحياة، والتقدم بها في شتئ الميادين، والارتقاء بها في مختلف النواحي.انها لكرامة كبيرة مضاعفة لابن آدم إن يشرع له ربه القوانين وان يتولى هو تطبيقها، ومن الغرور إن يظن بنفسه اكبر من هذه القدرة، ويدعي لها اسمى من هذه المنزلة. ولقد جرب نفسه في شتى عصوره انه لا يستطيع ذلك إذا صدف عن هدايات الله وتنكب شرائعه.بلى قد يحصر اهتمامه في ناحية أو اكثر من نواحي حياته فيسمو بها حتى يوفي على الغاية أو يكاد، على حين إن الضعف الانساني يتجمع عليه في نواحيه الأخرى فيهوي بها هوياً يساوي رقيه في تلك أو يزيد، فرقي الإنسان الغربي مثلاً في حضارته المادية أمر لا ينكر، ولكن هبوطه بل سقوطه في موازين الخلق وضعفه في قيادة الروح شيء لا ينكر ايضاً.هذا هو دين الله في ملامحه الجلية التي لن تختفي على ناظر، وفي براهينه القوية التي لن تختبئ على شاعر، وفي مميزاته الفريدة التي لن تلتبس على منصف، وفي خصائصه العظمى التي لن يعدوها حق، ولن تتجاوز عن عدل، اقدّمه لقرائي في هذا المجهود، فان كنت احسنت التقديم فذلك حسبي. والحمد لله كفاء فضله ومبلغ علمه. |
|
فجر مشرفة المنتدى العام
عدد الرسائل : 80 العمر : 36 العمل : student شعارك في الحياة : لا تخف من العبد قبل ان تخاف ربه تاريخ التسجيل : 15/08/2007
بطاقة الشخصية نقاط التميز: (10/100)
| موضوع: رد: هذا هو دين الله الأحد أغسطس 19, 2007 2:30 pm | |
| الموضوع طويل قليلا ..و لكن, الله يعطيك الف عافية!!
فعلا هذا هو دين الله!!!
مشكوووووور | |
|