أول الزوج الكلام الذي سمعه من (سحر)، تاويلات كثير، لم يتمكن من فهم حقيقته تماما، مع أنه شعر فيه بعضا من التبريرات والأعذار، تسديها له وكأنها هدية منها.
شعر الزوج بأن (سحر)، صديقة زوجته، قد قاومته بداية، عندما ضمها إلى صدره وحاول تقبيلها بعنف، ولكنه استدرك وقال لنفسه، بأنه شعر في لحظة بعد برهة وجيزة من الزمن، أنها تفاعلت معه، وهو يقبلها، وأنها استجابت لقبلاته، و اندفعت إليه بعنف، وألقت بنفسها على صدره، تبادله نفس القبلات، بل، وبأعنف منها، وكانت تقدم رجلا وتؤخر أخرى، ولو أنها نادمة على ما حدث معها فعلا، لكانت رفضت، بشكل منقطع النظير، مواصلته لتقبيلها ومبادلته القبلات، وكان يمكنها أن تصرخ بأعلى صوتها، كي توقظ صديقتها من نومها او تهدده بذلك، لو هي أرادت.
على ضوء تحليلاته هذه مع نفسه، اقتنع بأن (سحر)، غير نادمة على ما حدث معها، وانه لو عاود المحاولة معها مرة أخرى، فلن ترفضه هذه المرة، وسوف تتفاعل معه بشكل أفضل من ذي قبل، وبكل هدوء، وسوف تسمح له بتقبيلها كيفما شاء، وأينما شاء، وسيجد منها استجابة مماثلة، إن لم يكن بأفضل، وإن كان سيكون هناك منها بداية، بعضا من التمنع والرفض.
راجعت (سحر) نفسها، وحللت ما حدث لها ومعها، لساعات طويلة، أثناء نومها، وبينها وبين نفسها، وفي أحلامها، وماذا عساها أن تفعل، فيما لو انجرفت في هذا التيار، وعاتبت نفسها قائلة، لو أنها هربت منه، وصرخت في وجهه صرخة مدوية، حتى سمعت زوجته بصراخها، فان هذا سوف يضع حدا له، وللمأساة التي حدثت أو سوف تحدث لها، ولكانت أيضا، حافظت على كرامتها وشرفيتها، وشرف صداقتها (لسمر)، وتساءلت كثيرا، وهي لا تصدق كيف حدث هذا؟ ولماذا حدث؟
لكنها اعترفت وقالت، بأنها لم تستطع مقاومته بداية، وأنها انجرفت معه وجارته، ولكنه كان يخبيء في نفسه شيئا مبيتا، ووجدت نفسها تنهار في أحضانه بغير إرادتها، ولم تستطع المقاومة، وانه، لو كان هناك أي امرأة غيرها، وكانت في مكانها، فلن تستطيع المقاومة، وسيحدث معها نفس ما حدث، عندما تكون في وضع مشابه لوضعها، وعزت ما حدث معها، لضعف في إرادتها في المقاومة، والأوضاع المحيطة بها، والتي هيأها زوج صديقتها لها، وكسر الحواجز التي كانت قائمة مع زوج صديقتها، وفي ظل وجود (سمر) معها أيضا، ولم تخف غيرتها من زوجها، كونها لم تتزوج هي بعد.
فكرت (سحر) بحل يخلصها من هذا المأزق الصعب، فلو أن مسكن أهلها، كان قريبا من مكان عملها، لكان سهلا عليها، الذهاب يوميا من بيتها، إلى مكان عملها وبالعكس، وبذلك تكون قد وضعت حدا لكافة الاحتمالات، ولو كانت سكنت لوحدها في شقة منذ بداية قدومها، ما كان حدث ما حدث، لهذا، فالحل الوحيد لديها، يكمن إذن، في أن تتابع البحث عن مسكن مناسب لها، بعيدا عن بيت هذا الزوج، وستفعل المستحيل حتى تجد هذا السكن، وبأقصى سرعة ممكنة.
علمت بوقت لاحق، بعد كل ما حدث، بأن زوج صديقتها، كان قد وضع لزوجته منوما من نوع ما، في كأس الشاي الذي شربته زوجته في تلك الحادثة، لذلك، فان زوجته لم تصح من نومها، على بعض الضجيج الذي حدث وقتها.
عندما علمت (سحر)، بان الشاي الذي كانت تشربه صديقتها (سمر)، كان يحتوي على منوم ما، حتى يخلو لزوجها الجو، كانت تتألم كثيرا لذلك، ولكن لم يعد هناك جدوى من قول أي شيء، فقد حدث ما حدث.
أصبحت الأمور تسير كل يوم بشكل روتيني، فقد استغل الزوج ما حدث معه، ومع (سحر) في المرة الأولى، وعلى ضوء تحليله الذاتي للحادثة، اعتقد جازما، بان المحاولة الثانية مع (سحر) لو تمت، سوف تكون أكثر نجاحا من المحاولة الأولى، وانه لن يجد منها في المحاولة القادمة، رفضا له، آو أية مقاومة تذكر، بل ستندفع إليه طالبة المزيد والمزيد من التفاعل والإثارة والمتعة، التي تفتقدها، وتفتقدها أي امرأة، كانت تعيش في ظروف تشبه ظروفها.
أصبحت العلاقة بين الزوج وزوجته و(سحر)، وفيما بينهم جميعا، فيها كثير من التكتم والهدوء والحذر، ولم يعد جو المرح والنكات، والضحكات الصاخبة، والابتسامات الهادئة المتبادلة، موجودة بينهم، كل هذا، حتى لا تشعر (سمر)، بأن هناك أدنى شك في زوجها، أو في صديقتها (سحر)، وفيما بينهما، وحتى العلاقة بين (سحر) وصديقتها (سمر)، لم يعد فيها المصارحات والمكاشفات، التي اعتادتا ممارستها فيما بينهم، أيام الدراسة الجامعية، الآن، أصبح يشوبها شيئا من التكتم والسرية والتوجس والتخوف، والكلام بينهم أصبح أقل كثيرا عن ذي قبل.
مرة أخرى، وبعد عدة أيام معدودات من الحادثة الأولى، وبعد عشاء دسم وثقيل، تناولوا جميعهم كأسا من الشاي الصافي والمعطر بالنعناع الأخضر بعد العشاء مباشرة، كعادتهم، كل كؤوس الشاي كانت معطرة فعلا بأوراق النعناع الخضراء، عدا كأس الشاي الذي شربته (سمر)، فقد كان معطرا فعلا بالنعناع، ولكنه كان محتويا أيضا على حبتين من أقراص الفاليوم، المنومة قياس8 مجم، وما هي إلا لحظات، حتى شعرت (سمر)، برغبتها الجامحة للنوم، وبدون استئذان، تركت زوجها و(سحر)، وذهبت لتغط في نوم عميق.
شعرت (سحر) بما حدث، وأيقنت تماما، بان زوج (سمر)، قد عملها مع زوجته، وسوف يعملها معها أيضا، فهو قد عمل على تخدير زوجته، كي تغط بنوم عميق، وحتى يخلو له الجو معها تماما.
في اللحظة التي شعرت فيه (سحر) بأن (سمر)، همت للذهاب إلى سريرها للنوم، بدأ جسمها يميل إلى التكاسل والارتخاء، و انتابها شعور غريب، فقد احمر وجهها واصفر مرات عديدة، وما لبثت، أن شعرت مرة أخرى، بارتخاء حاد في كل أجزاء جسمها، وبدأ العرق يتصبب من جبينها، فأغمضت عينيها وأسدلت يديها على جانبي جسمها، ثم وضعتهما على صدرها، وألقت بنفسها على أريكة طويلة، كانت ملقاة على يمين الصالة, واستسلمت لقدرها، تنتظر ما سيحدث لها في الثواني والدقائق القادمة، وفعلا وما هي إلا لحظات، وإذا بزوج (سمر) مقدم من غرفة نومه، ويفرك يديه، وابتسامة صفراء تعتلي وجهه، ويمسك بيديها، وينقض عليها، ويطبع جسمها بعشرات القبلات، من أخمص قدميها وحتى جبينها، بحيث لم يبق سنتمترا واحدا من جسمها، لم تلثمه شفتاه، و(سحر)، في أحضانه وبين ذراعيه، تتأوه وتتلوى كالأفعى يمنة ويسرة، وتنفث سمومها وآهاتها في وجهه.
أما(سمر)، فإنها تغط في نوم عميق، بل في سابع نومها، ولا تدري في الذي يحدث قريبا منها، و من غرفة نومها، وفي عقر دارها، وما هي إلا بضع دقائق، حتى استفاقت (سحر)، مما هي فيه، وكأنها كانت في حلم عميق، استيقظت منه، وكل ما تتذكره، هو أنها كانت بين فكي وحش مفترس، أراد أن يلتهما قطعة، قطعة، ولا يعرف من أين يبدأ، وإلى أين ينتهي، كل ما تعرفه جيدا، أنه لم يبق جزءا من جسمها، إلا ولثمه، إن لم يكن بلسانه، فبشفتيه، و تستعيد (سحر) نشاطها وحيويتها، وتستفيق من نشوتها، وهي في أحضان زوج صديقتها (سمر)، وهو يهمس بأذنها بكلمات عذبة، من كلمات الحب والسعادة، وهي تتأوه لهذه الكلمات، وكأنها تسبح في بركة من السعادة والنشوة، وتنسى نفسها، أين كانت؟ وأين تجلس؟ ومع من تجلس؟.
صار الزوج يوميا، أو بشكل شبه يومي، وكلما سنحت له الظروف والفرص وبعد طعام العشاء الذي اعتادوا أن يجمعهم، وعند حضور موعد تناول الشاي، يدس الزوج لزوجته (سمر) الدواء المنوم، من أقراص الفاليوم، الذي اعتاد على وضعه في كأس الشاي الذي يخص زوجته (سمر)، دون أن يدري احد بذلك، كما كان يفعلها في كل مرة.
كأس الشاي الذي كانت (سحر) تتناوله كان يوقظها، وينشط دورتها الدموية، ويعيد لها حيويتها وتألقها، أما (سمر) نفسها، فبدلا من أن يوقظها كأس الشاي الذي كانت تتناوله، وينشطها ويعيد إليها حيويتها، فكان يخدرها ويذهب بعقلها، ويشعرها برغبة شديدة للنوم، تضطر على أثر ذلك، كي تذهب مسرعة إلى سرير نومها، و تغط في نوم عميق، حتى الصباح كعادتها، ويخلو بذلك الجو لزوجها ولصديقتها، كي يفعلا كل ما يروق لهما، فقد أصبحت (سمر) تحت إدمان شرب الشاي، وكانت تعتقد، أن شربها للشاي يوميا، هو ما يمنحها النوم الهادي والعميق، والسعادة والنشوة، فصارت تلقائيا، تطلب من زوجها، إعداد الشاي، حيث تود أن تشربه من بين يديه، والزوج يقول لها على الرحب والسعة، وهو ينتهز منها هذه الفرصة كل يوم، فيسرع بكلتا قدميه إلى المطبخ، لإعداد الشاي، حسب طلب ورغبة زوجته.
كانت (سحر)، بداية الأمر، تقاوم الوضع بكل عنف، وبكل ما لديها من القوة، وتبدي التمنع والهروب، وتضع الأعذار، كلما حاول الزوج الاقتراب منها، ولكنها كانت تفقد السيطرة على نفسها، في اللحظة التي كان يلمس بكلتا يديه، جسدها، وصدرها بالذات، ويغرز أصابع يديه في جسمها البض، بالرغم من أنها كانت تهدده بالصراخ، مجرد تهديد، ولكنها لم تكن جادة بتهديدها هذا.
أصبحت كلا من (سمر) و(سحر)، تنتظران شرب الشاي يوميا، بعد كل عشاء، (فسمر)، صارت تطلبه اعتقادا منها بأنه يجلب لها السعادة والنشوة والنوم العميق والسعيد، وهي سعيدة جدا لما يحدث لها بعد تناولها لكأس الشاي هذا، فكانت تشعر بالنشوة والمتعة أكثر من أي متعة او سعادة شعرت بها من قبل. أما (سحر)، فصارت تنتظر شرب الشاي، كي تتمتع بلمسات وقبلات زوج صديقتها، فهي تشعر بمتعة ولذة أكثر من متعة الزواج الفعلي، الذي كانت تسمع عنه، وان لم يكن قد عاملها زوج صديقتها كزوجته فعلا، إلا أن لمساته وقبلاته لها، وغرزه لأصابع يديه في جسمها الغض، كانت توصلها إلى نشوتها الكبرى، وكان هذا يكفيها، كونها لم تتزوج بعد.
الشيء الوحيد الذي كان يزعج الصديقتين معا، (سحر) و(سمر)، هو غياب الزوج عن البيت، فعندما كان يسافر في مهمة عمل رسمية، كانت (سمر)، تنتظر من يقدم لها كأس الشاي، الذي بعد أن كانت تتناوله، تشعر بسعادة كبيرة، وتسرح بخيالها في أحلام وردية، وتنسى همومها وشجونها، وتذهب إلى سرير نومها، كي تنام نوما هادئا وعميقا، يفضي بها إلى فراش الزوجية حتى الصباح، وتحلم خلاله أحلاما سعيدة، وتشعر بنشوة الحياة الزوجية، مع انه لم يكن لديها هموم ولا شجون ولا أحزان، عدا سراب وهموم و شجون الأحلام الزوجية المنفردة.